"املك من الدنيا ما شئت فستخرج منها كما جئت "
في كل مرة أسجد .. تنتابني لحظة مسالمة فأفكر كيف سأكون لو قبض الله روحي هذه اللحظة ؟
لا يخيفني الموت بل يخيفني كيف ستكون خاتمتي .. وما سيحدث بعدها ؟
أكثر لحظات شوقي للموت هي لحظات السجود .. عندما أشعر أنه لا شيء في هذه الدنيا يستحق عناء الكفاح والبقاء .. فلم القلق على الحياة من بعدي؟
لكن حين أبدأ بالدعاء .. أجد أشياء تجعلني أرغب في الحياة ..
أجملها أمي .. باب جنتي في السماء .. و جنتي على الارض ..
اخوتي .. كل الاشياء الجميلة ..
حلمي .. سبب استيقاظي كل صباح .. من سيحققه بعدي ؟
يبدو الأمر وكأني سئمت الحياة ربما سئمتها قليلاً .. ربما أتعبتني قليلاً ..
لكنني أعيشها على نحو جيد وأستمتع بها كثيرا .. مازلت ممتنة لكل لحظات الفرح والإنجاز ..
ولا يمنعني شيء من التخطيط لغد اجمل ..
قد تكون فكرة التخلي عن كل شيء يوماً ما تجبرني ألا أعلق روحي بحياة ستفنى !
اسباب كتابتي لهذه التدوينه كثيره .. أهمها إحساسي بأن ثمة من يراقب حالتي من خلال الكتابة .. هناك من اعرفهم ومن لا اعرفهم يتابعونني بوضوح هنا ..
إنها حقيقه يتفهمها البعض .. ممن يمرون هنا و يتسألون دوماً ماذا اقصد ؟؟
ففكرت بتسخير حروفي للتذكير ..قال الله تعالى " فذكر ان الذكرى تنفع المؤمنين "
لذلك سأكتب بخط مستقيم ولن امارس لعبة السلم والثعبان ..
الموت يخلق حزناً داخلياً يرافقنا مدى الحياة ..
وبلا حزن يفقد الإنسان كل صلة له بالإنسانية .. لذلك قد يكون ذكرى الموت ينعش إنسانيتنا ..
أرى في منامي هذه الأيام الاموات كثيرا رحمة الله عليهم جميعاً .. منهم من اعرفهم و منهم لم اكن على معرفة شخصية بهم ...
ولا علم لي بحكمة الله من رؤيتي لهم فأنا لا املك لهم إلا الدعاء بالرحمة والمغفرة ..
فالابواب اغلقت امامهم لعلهم بحاجة شيء مني و منكم ..
فلنحيي ذكراهم ..
لكل من يقرأ كلماتي وفقد عزيزاً من هذه الدنيا .. أكانت أما حنونه ... أو أبا .. أو شريك درب .. أو أخا أو رفيقا ..
نعم هم أموات و لكن أرواحهم تنتظر منا أبسط الدعوات ليفرحوا بها
وباستغفارنا وصدقاتنا يغفر لهم ويرتقون .. " هدايانا تأتيهم على أطباق من نور " و يقال لهم هذه هدية فلان إليك
فلا تبخلو بدعوه لكل متوفي انقطع عن هذه الدنيا ربما يكون بحاجتها فمن دعى لميت سخر الله له من يدعو له بعد مماته ..
رحم الله والدي وغفر له .. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ أمي وجميع اباء وأمهات المسلمين
واسألك اللهم ان ترحم وتغفر لجميع اموات المسلمين والمسلمات .
وكل من يتمتعون باباء وأمهات يجالسونهم .. أنتم في نعمة تجهلونها .. فنحن معشر البشر لا ندرك قيمة ما نملك الا متأخراً ..
احرصوا على رضاهم و اسعادهم فلا يوجد من يحبك اكثر منهم ..
فما زال لديكم بابان مفتوحان في الجنة .. توكلو على الله في ذلك فهو الذي يعينكم على كل معروف ..
اذا استيقظت غدا سأنشر هذه التدوينة
فيارب إن قبضت روحي وأرواح أحبتي اقبضها على رضاك يارب العالمين .
و ها انا مازلت أتنفس .. اللهم لك الحمد