وهل تجرؤ الذاكرة ألا تتذكر؟
تقبلوا بوحي بهذه الذكرى المؤلمة واعذروني
ليس رثاء متأخر ما أكتبه الان...
بل كلمات أبعثها لروح والدي الحبيب رحمة الله عليه
اليوم وفي هذه الساعه الذكرى السادسة لوفاة أبي رحمة الله عليه
مازلت واخوتي نحتفظ بأشياءه
هذه نظارته...وهذا قلمه...
وتلك بعض الكتابات بخط يده...و قصاصات من رسوماته
ما زلت أذكر صوته ...و رنين ضحكاته...
وهذا اسمه بعد اسمي يشرفني...ويمنحني الثبات
ذكراك يا ابي لاتفارق قلبي وعقلي
اذكرك دوما بالخير... وادعو لك في صلاتي
نم واسترح يا ابي ...
فأنا اصبحت كما تحب...مضيت بدروب الحياة وتجلدت
اصبحت اقوى جسديا ...و فكريا
واصبحت اقوى لتحمل الصعاب...
ولكن لم اقوى لتحمل الم رحيلك
كنت أظن ان الفقد أصعب في بدايته ، لكن ألمه وحرقته يتصاعد بمرور الوقت
أعي الان يا ابي أن للحزن درجات ومراحل ، وحزني عليك سيظل العمر بأكمله...
فالموت يوجع الاحياء اكثر من الاموات ...
افتقدك كثيرا يا ابي ..
افتقدك كلما افرحني شيء..
افتقدك كلما ألمني شيء..
افتقدك كلما سمعت كلمة ابي..
افتقدك كلما رأيت احد اصدقاءك
افتقدك كلما كتبت اسمي كاملا
افتقدك كلما العب مع احفادك
افتقدك بكل ما امر به من سعادة وشقاء
لكنه امر الله ..
سامحني يا ربيب روحي إن أوجعتك بكلماتي هنيئا لك حسن الخاتمة...
و لا يسعني الا أن احتسب الله في رحيلك
و جزاك الله عنا خير الجزاء وغفر لك
وأسأله أن ينزلك منازل الصالحين والشهداء وأن يتغمدك بواسع رحمته وأموات المسلمين
و يجمعنا بك في جناته
رحمك الله يا أعز الناس ..
